منطقة الحنية في إمارة الفجيرة : جماليات الصحراء الخلابة وتنوعها الثري

10653_2

10653_3

موقع الطويين : الفجيرة نيوز

في طريقك إلى منطقة الحنية التي تبعد 50 كيلومتراً شمال غرب مدينة الفجيرة وعلى الطريق المار بمنطقة مسافي باتجاه منطقة الغيال شمالاً ، تشعر بأنك في رحلة مثيرة، لأن المنطقة التابعة لإمارة الفجيرة تتربع بين الجبال المتوسطة الارتفاع وسط كثبان رملية تشكل عقداً ذهبياً من الطبيعة . وتمتاز المنطقة بعراقة أرضها وأصالة أهلها الطيبين طيبة الأرض والزرع والماء، وتشتهر الحنية بوجود مبنى يسمى دكان الحنية القديم يتأسس من الحجارة والطين وخشب الأشجار ويعود إلى سبعينات القرن الماضي، وهو أول دكان في المنطقة، وكان يسمى دكان الرملة ويبيع احتياجات الأهالي الأساسية التي كانت تجلب من الهند .كما تتميز بوجود بئر الحنية، وهي من أكبر آبار المياه العذبة في المنطقة، و تشتهر المنطقة أيضا بكثرة أشجار النخيل والسمر والاشخر وكثرة مزارع الخضراوات والفواكه بأنواعها . كما تشتهر بوجود عدد قليل من بيوت العريش والآبار التي استخدمها السكان قديماً. 
اعتمد أهالي المنطقة في معيشتهم قديماً وبشكل أساسي على تربية الإبل والماشية وزراعة بعض أشجار النخيل وتجارة التمور والحطب وبعض منتجات الماشية من صوف وسمن وغيرها وذلك من خلال الرحلات التجارية إلى أسواق رأس الخيمة والشارقة ودبي . 

كما وتتميز الحياة في الحنية رغم التطور بالبساطة في المعيشة ومناظرها تسر الأعين ، وأهلها الأطياب الذين يعيشون بخدمة بعضهم بعضها ما يزال عاداتهم وتقاليدهم محافظة عليهم حتى الآن.

حيث يعرف بعض أهالي الحنية بهواية تربية الابل والصقور اذ يكثر بالمنطقة صقور القنص ووجود الكثبان الرملية وكثره الطيور البرية والأرانب البرية مما ساهم في اشتهار اهالي الحنية بتربية الصقور البرية ومن ذات الصفات المرغوبة والمتميزة فيها على مستوى الامارات والخليج العربي، وبالتالي عرف اهالي الحنية بامتهان مهنة القنص بالصقور . وقد اصبحت منطقة الحنية مكانا لنتظيم بطولة الشيخ مكتوم بن حمد الشرقي للصيد بالصقور التي تحظى بمشاركة مميزة من المهتمين بهذه الهواية من قبل ممارسيها وحضور طيب لمحبي متابعتها . 

يقول محمد بن ضاوي: تضم الحنية الآن نحو 100 بيت يسكنها قرابة 90 عائلة من أبناء القبائل العربية مثل الدهامنة والنوايع والزحوم والهواشل وجميعهم تربطهم صلات القرابة والنسب .
واضاف : سميت الحنية بهذا الاسم لأنها تأخذ شكلاً منحنياً على الطريق السريع ما بين حجب والسيجي ولكن اسمها الحقيقي المتعارف عليه منذ القدم ما بين الآباء والأجداد هو (الرملة) نسبة لوجود الرمال الذهبية التي تكثر بالمنطقة . 
أما الوالد محمد علي الدهماني فيقول: سكان الحنية أهل بدواة كانوا في الماضي يعيشون في خيام الشعر وبيوت العريش المبنية من جريد وسعف النخيل واعتمدنا في معيشتنا في الماضي على ممارسة الحرف البدوية منها الرعي وجمع الحطب ومهن اخرى متعددة كانت منتشرة بين الاهالي قديما .
وأضاف: عشنا في الماضي ظروفاً معيشية قاسية إلى أن انتقلنا عام 1976 إلى العيش الكريم في مساكن شعبية جديدة شيدها لنا المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمهما الله . وفي تلك الفترة تغيرت الحياة على أرض المنطقة وانتقلنا إلى منازل مريحة وكبيرة غلب عليها الطابع المعماري الحديث وتوفرت كل الخدمات. ولا أنسى صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي حاكم الفجيرة بما امتلك من الإنسانية والأخلاق الحميدة والعطاء من دون حدود .

ويؤكد : إن جميع أهالي منطقة الحنية ومناطق الفجيرة المجاورة يعيشون أوضاعاً معيشية ممتازة وحياة سعيدة ويعود هذا الفضل الى الاهتمام الكبير الذي تولية القيادة الرشيدة بالدولة لجميع السكان، حيث إن الأحوال تغيرت في كافة جوانب الحياة وبشكل كبير عما كانت عليه في الماضي. 

الحاج علي عبيد الدهماني يقول : اعتمد الأهالي قديماً في معيشتهم على رعي الإبل وتربيتها وتأجيرها لنقل المؤن والبضائع، كما اعتمدوا على تربية الأبقار والأغنام وكانوا يبيعون مواليدها وألبانها . وكان البعض يعتمد على النباتات البرية والحشائش التي كانت تنمو قريباً منهم ويقطعون الحطب لحرقه لإنتاج الفحم وبيعه فقد كان في الماضي الطلب كثيراً عليه وعلى الحطب أيضا من التجار في أسواق المدن . كما امتاز أهالي الحنية قديماً بالمعرفة الجيدة بالطرقات والدروب والمنافذ، فقد فرضت عليهم ظروف الحياة ذلك للبحث عن الماء والطعام لهم ولمواشيهم .
وعن التجارة قديماً بمنطقة الحنية يقول علي راشد الزحمي : لم يكن في الماضي أمام الأهالي من أجل توفير لقمة العيش واحتياجات الأسرة الأساسية سوى التجارة، وذلك من خلال بيع الأغنام والأبقار والإبل ومنتجاتها من سمن وحليب وصوف وشعر، إضافة إلى بيع التمر وحبوب الذرة والقمح والغليون في أسواق الساحل الشرقي ودبي والشارقة .

محمد جمعة الدهماني يقول تتميز المنطقة بطبيعة صحراوية ساحرة لوجودهما بين الكثبان الرملية الذهبية والجبال المتوسطة الارتفاع كما تتميز بوجود العديد من الآبار الغنية بالمياه . وأوضح أنه وسط الكثبان الرملية الهائلة يقيم بعض شباب القرية بيوت العريش سيراً على خطى أجدادهم، وأن الجميع يحرصون على المعيشة في تلك البيوت والعناية بها كما أن مشهد منطقة الحنية يجعل المرء يشعر بأن الرمال بحر لا نهاية له .
ويؤكد على أن المنطقة تتميز برومانسية الصحراء وبأوديتهما القديمة الشبيهة بسطح القمر والتلال الرملية التي ترتفع فوق الأرض، لذلك يزور المنطقة أعداد كبيرة من أبناء الدولة والأجانب خاصة في المناسبات والعطلات وذلك للتمتع بالمناظر الصحراوية الطبيعية ولممارسة العديد من الهوايات الصحراوية سواء الصيد بالصقور او مارسة الرياضيات الصحراوية .

حمد بن علي يقول: مياه الأمطار تجعل من الكثبان الرملية الذهبية في المنطقة ربيعاً مزداناً باللون الأخضر فتبهر المناظر وتريح النفس كما أن الزائر إلى المنطقة يشعر بالحيوية وصفاء الجو .

Related posts